Saturday, June 16, 2012

الجمل


الجمل واهميتها فى المجتمع
الإبل فى القرآن الكريم :
قال المفسرون فى تفسير مصحف الحرمين “النسخة الإلكترونية” لما ذكر الله عز وجل أمر أهل الدارين، تعجب الكفار من ذلك وكذبوا وأنكروا، فذكرهم الله صنعته وقدرته، وأنه قادر على كل شئ، كما خلق الحيوانات والسماء والأرض ثم ذكر الإبل أولاً، لأنها كثيرة فى العرب، ولم يروا الفيلة، فينبههم جل ثناؤه على عظيم من خلقه قد ذلل للصغير، يقوده وينيخه وينهضه ويحمل عليه الثقيل من الحمل وهو بارك فينهض بثقيل حمله وليس ذلك فى شئ من الحيوان غيره، فأراهم عظيماً من خلقه، مسخراً لصغير من خلقه، يدلهم بذلك على توحيده وعظيم قدرته.

قال الماوردى فى الإبل وجهان أحدهما : وهو أظهرهما وأشهرهما : أنها الإبل من النعم (والثانى : أنها السحاب فإن كان المراد السحاب، فلما فيها من الآيات الدالة على قدرته والمنافع العامة لجميع خلقه) وإن كان المراد الإبل من النعم فلأن الإبل أجمع للمنافع من سائر الحيوان لأن ضروبه أربعة : حلوبة، وركوبة، وأكولة وحموله والإبل تجمع هذه الخلال الأربع، فكانت النعم بها أعم وظهور القدرة فيها أتم. وقال الحسن إنما خصها الله بالذكر لأنها تأكل النوى فألقت وتخرج اللبن وسئل الحسن أيضاً عنها، وقالوا : الفيل أعظم فى الأعجوبة فقال العرب بعيدة العهد بالفيل ثم هو خنزير لا يؤكل لحمه ولا يحلب دره وكان شريح يقول : أخرجوا بنا إلى الكناسه حتى ننظر إلى الإبل كيف خلقت.
والإبل : لا واحد لها من لفظها وهى مؤنثة، لأن أسماء الجموع التى لا واحد لها من لفظها، إذا كان لغير الآدميين فالتأنيث لها لازم، وإذا صغرتها دخلتها الهاء فقلت : أبيلة وربما قالوا للإبل : إبل بسكون الباء للتخفيف والجمع : آبال.
مقدمـة تاريخية:
تعتبر الإبل من الحيوانات الشائعة منذ عصر الأيوسين الأخير وهى تندرج تحت الرتبة الثالثة : المجترات (الماضغات المتكررة) من عصر الأيوسين الحديث وعائلة الجمال الثديية تحتوى على 3 أنواع الجمل واللاما وفيكو جانا. وتحت الرتبة الأولى : ذات القدم العقدية (تيلوبودا) من عصر الأيوسين الحديث ومنها الجمل الدروميدرى بآسيا.
ولقد انتشرت الإبل خاصة فى أمريكا الشمالية وبالرغم من أنها مثل الخيول ظلت حتى الآن فى صور غير مستأنسة قليلة وهى التى هاجرت من أمريكا الشمالية فى عصر البلوستين، ومن هناك انتقلت الجمال للعالم القديم بينما انتقل حيوان اللاما إلى أمريكا الجنوبية.
ولقد استأنس الجمل وحيد السنام، بينما يعيش الجمل ثنائى السنام فى وسط آسيا مع عشيرة صغيرة من الحيوانات البرية الأخرى فى صحراء جوى. ويشبه حيوان اللاما الجمل فى كثير من التراكيب الأساسية ولكنه يختلف عنه فى الآتى :
1 – صغر الحجم.
2 – الشعر الطويل.
3- غياب السنام.
ولقد أظهرت فصيلة القدم الوسادية (تيلوبودا) بعض التطورات الموازية لتلك الموجودة فى الماشية، على الرغم من أن الإبل تحمل صفات فريدة وهى مميزة لها بين كل أنواع الحيوانات، والتى تمكنها من العيش فى الصحراء الرملية وسنذكر بعض المميزات الفريدة للإبل بين كل أنواع الثدييات الأخرى :-
الأرجل
فقدت الأصابع الجانبية، وكذلك بعض عظام الرسغ والقدم وليس فقط التصاق العظمة الصغيرة والمكعبة المميزة للماشية.
الميزة الفريدة الثانية : هى فقد الحافر ولقد كان موجوداً فى أسلاف الإبل الموجودة حالياً، ولكن تم إحلاله فى الجمال الموجودة (الإبل الحديثة) بأصبع واحد ووسادة كبيرة، وينتقل الإصبع الكبير جانبياً حتى يتمكن الجمل من أن يسير على الأرض الرملية أو الناعمة.
وأما عن طريقة السير فالجمل يشبه الزرافة (مثل حركة الصخرة) وذلك بأن الرجل الأمامية والخلفية للجانب الواحد تتركا الأرض معاً.
لا يوجد هناك شك أن كثير من الصفات الهيكلية تحورت منفصلة عن بعضها فى الإبل وفى الماشية وأن أسلاف الإبل الأيوسينية لم تكن هذه الصفات موجودة بها. ففى مرحلة Protylopus كانت الجمال صغيرة ولها قوائم قصيرة وعظمة الكعبرة والزند منفصلتين ويوجد لها 4 أصابع فى الرسغ.
وخلال عصر الأليجوسين، كانت Proebrotherium كانت حوالى 900 مم ارتفاعها مع تسنين كامل ومقلة تغلق الجزء الخلفى لها جزئياً. بينما فقدت الأصابع الجانبية الكبيرة وبدأت تتحرك وتنفرج الأصابع للأسفل خلال الحوافر. والزيادة الباقية كانت فى الحجم ثم تحورت وتكيفت صفات الإبل الخاصة والتى يمكن تتبعها تدريجياً من خلال طلائع الإبل (أسلافها) Procamelus فى عصرى الميوسين والبليوسين. وعلى ذلك فأثناء جفاف عصر الميوسين كان النوع المتواجد فى أمريكا الشمالية يتحور ويتكيف فى اتجاهات مختلفة مثل Alticamels والجمل الزرافة فلقد كان له رقبة وأرجل طويلة ولقد عاش الجمل فى جنوب غرب أمريكا الشمالية حتى العصور الحديثة.
السنام الكبير:
ويحتوى على دهون على ظهر الجمل يمده بسعرات حرارية عندما تتم عملية التمثيل الغذائى. وتفقد الجمال حوالى 25% من وزن أجسادها نتيجة للجفاف، وهى تحافظ على الماء بتقليل البخر وتركيز البول وهى تختزن الحرارة أثناء النهار لتتجنب فقد العرق وإذا كان هناك نقص فى المياه فيمكن أن تتحمل الإبل ارتفاع درجة حرارة جسدها وهى 41°م(1) . وهذا مساوى لتوفير 5 لترات من الماء وأيضاً يقلل من اكتساب الحرارة من البيئة المحيطة.
التكيف على نقص المياه:
وتستطيع الإبل أن تعيش لمدة تتراوح من 6 إلى 8 أيام فى الصحراء بدون مياه فى ظروف قاسية حيث أن يوم واحد منها يصبح قاتل للإنسان. وعندما تتوافر المياه يمكن أن يشرب الجمل حتى 9 لترات وبالتالى تعيد إرواء أنسجتها(1).
ميكانيكية الاجترار:
أما عن ميكانيكية الاجترار فهى أبسط ومختلفة عنها فى الماشية ويحتوى جدار الكرش على عدد من الجيوب المفصولة عن بعضها بجدر عضلية وبما أن هذه الجدر بها غدد ولها وظيفة هضمية ولا يوجد فصل خارجى ما بين الورقية والأنفحة والتى تكون عضو أنبوبى بسيط ومغطى بالغدد ونتيجة لهذه الاختلافات اقترح بعض العلماء بأن عادة الاجترار مختلفة تماماً عن بعضها البعض فى كل من الإبل والماشية(1).
الرأس:
أما الرأس فيوجد بها بعض الصفات المماثلة للماشية مثل جمع الطعام يتم بواسطة القواطع السفلية والتى تعمل مواجهة للثة متخصصة وهى قبل فمية ولكن القاطع العلوى والأنياب ما زالت موجودة (3 قواطع فى الغير بالغ). بينما الضروس لها منظر Selenodont. أما تركيب الجمجمة فقد أوضح التحورات التى وجدت كنتيجة للحياة النباتية مثل انغلاق القضيب الخلفى للمقلة. أما الشفتان واللسان فتكون قوية وقادرة على مضغ النباتات الصحراوية والشوكية.
كرات الدم الحمراء:
أما الصفة الأكثر غرابة وتميزاً هى كرات الدم الحمراء التى تكون بيضاوية ولا توجد هذه الخاصية الفريدة فى أى من الثدييات الأخرى على الإطلاق.
النشاط الجنسى الدكرى:
توجد غدة عنقية على ظهر الرقبة فى الذكر (وهى ضامرة فى الأنثى) ولها مشاركة فى النشاط الجنسى كما سيأتى ذكره لاحقاً إن شاء الله.
المشيمة
المشيمة هى من النوع المنتشر وليس بها روابط مثل مشيمة الماشية(2).
التكيف على نقص المياه
فالإبل تتحمل درجات الحرارة العالية والبرد أيضاً، وهى مجهزة للاقتصاد فى المياه لأنها قادرة على أن تعيش عدة أيام بدون مياه ويمكن أن تقاوم بالرعى على نباتات فقيرة النوعية وأيضاً النباتات الملحية.
ولقد لوحظ أن فقد المياه فى البراز يختلف اختلافاً كبيراً عنه فى باقى الثدييات. فالجمل البعيد عن مصادر مياه الشرب يفرز فى المخلفات الصلبة (البراز) 76 جرام مياه لكل 100 جم وزن جاف للمخلفات الصلبة بينما فى وجود مياه الشرب يحتوى البراز على 109 جرام مياه لكل 100 جرام وزن جاف للمخلفات الصلبة وبالمقارنة ببعض الثدييات فإن المحتوى المائى لكل 100 جرام وزن جاف للمخلفات الصلبة فى الفأر الأبيض هو 225 جرام وفى الماشية أكثر من 566 جرام. وعلى هذا فإن الجمل الذى يزن من 400 – 500 كيلو جرام وزن حى فى وجود أو غياب مياه الشرب يمكن أن يتبول 5ر1 لتر بول يومياً بينما حيوانات الرعى الأخرى تتبول ما بين 5ر0 لتر إلى 8 لتر يومياً. وعندما يحرم الجمل من مياه الشرب ويغذى على التمر الجاف والدريس (العشب المجفف) يفقد الجمل فى 8 أيام حوالى 17% من وزنه أو 30% من مياه الجسم وهذا يشكل فقد حوالى 38% من الماء البينى بين خلايا الأنسجة، 24% من الماء داخل الخلايا نفسها(3) من الملاحظات الأخرى أيضاً أن ماء الكرش يستعمل للترطيب(4).
وعندما يتواجد مصدر لمياه الشرب بعد الجفاف يستطيع الجمل فى خلال 10 دقائق أن يشرب 25% من وزن جسمه على مرة واحدة بينما الإنسان بطئ جداً فى استعادة إحلاله لماء المفقود ثانية بالشرب(5).
فالجمل فى الشتاء لا يحتاج إلى مياه الشرب وكذلك بعض قوارض الصحراء والجرايبيات والأغنام لأنها تأخذ احتياجاتها من الماء الناتج من عملية الأيض.
وبعض الثدييات تستطيع شرب محلول ملحى إلى حد معين ومنها الجمل والقط وفأر الكانجارو ويستطيعون أيضاً أن يحافظوا على توازن المياه بجسدهم على ماء البحر بينما الإنسان لا يستطيع والمدهش أن هذا ليس معتمداً على الكلى ولكن نتيجة لتأثير الأملاح على القناة الهضمية وكذلك على الأوعية الدموية(6).
وبالنسبة للتكاثر فى الإبل بداية الأعضاء التناسلية فى الذكر هى الخصية فأول ملاحظة هى عدم وجود شبكة إتصالية ما بين شريان الخصية وشريان البربخ وذلك مثل الإنسان بينما على العكس هذا الاتصال موجود فى الكلب والفأر(7،8).
وتقع خصية الجمل فى منطقة العجان مثل الكلب، القط، الخنزير(9) وخصية الجمل تكون ذو قوام أثناء شهور الشتاء (ديسمبر إلى مارس) بينما تكون مرتخية فى شهور الصيف (إبريل إلى نوفمبر)(10).
أنثى الجمل تعتبر موسمية التكاثر معتمدة فى ذلك على البيئة المحيطة بها بالرغم من أن ذكر الجمل قادر على تلقيح الأنثى عندما تأتى فى الشبق(8).
فى تركيب الخصية تحت المجهر وجد أن نهاية الأنيبيات المنوية فى الجمل كانت مغطاة بخلايا سرتولى المتحورة والخلايا السدادية كانت بارزة خلال تجويف المستقبلات(10،11،12،13،14).
ولقد أظهرت القنيات الصارفة من جراب الخصية فى الجمل(14) توافقاً مع ما وجد فى حيوان اليربوع(15).
وفى الجمل فالأجزاء الثلاثة للأنيبات المنوية المستقيمة شاملة المستقبلات تكون مغطاة بخلايا طلائية شكلها مكعب إلى عمودى(14). وهذا مشابه لما هو موجود فى شبكة الخصية للإنسان(16). وفى بعض المستقبلات فى خصية الإنسان، وخصية بعض الثدييات(17) وجد أن الشبكة الصارفة للخصية وجراب الخصية للجمل كانت مغطاة بخلايا طلائية شكلها مكعب وغير هدبية(14) على عكس الإنسان وبعض الثدييات وجد بها أهداب(11،17).
والظاهرة الأخرى الفريدة للجمل هى وجود طبقة عضلية ملساء حول الأنيبيات الصارفة للحيوانات المنوية من خصية الجمل وهى غير موجودة على الإطلاق فى أى من الحيوانات المستأنسة(13،14،18). ولوحظ أن الخلايا الغدية داخل النسيج الطلائى لوحظت فى منطقة الرأس والذيل لبربخ الجمل بينما كانت غير موجودة فى الحيوانات المجترة الأخرى(14،18) بينما كانت موجودة فى القنيات الصارفة للإنسان(16).
بينما الألياف العضلية الملساء المعزولة (المبعثرة) فى حافظة ذيل البربخ للجمل كانت مشابهة لتلك فى الحصان(18،19).
ولقد وجدت 8 مراحل لدورة الأنيبيات المنوية داخل خصية الجمل لتكوين الحيوان المنوى طبقاً لطريقة العالم أورتا فانت(20) فرأس الحيوان المنوى يكون مقارب فى الحجم لرأس الحيوان المنوى لكل من الحصان والفيل الآسيوى عنه فى ثور البقر بالرغم من ذلك فإن ذيله يكون أقصر منه فى الأنواع الأخرى.
وبالنظر إلى الحاجز القلنسوى للحيوان المنوى للجمل يشبه مثيله فى الحصان(21) ويكون فى الوضع المتوسط ما بين نظيره فى الجاموس المائى(22) والفيل الآسيوى حيث أن الحاجز القلنسوى للحيوان المنوى للفيل الآسيوى غير ظاهر(23).
وحيث أن المنظومة الشعاعية داخل هيكل الهدب كانت واضحة وجد عدم تناسق واضح فى تركيبها بالحيوان المنوى للجمل وانعدام التناسق، هذا كان فى الأنيبيات المركزية حيث كانت مفصولة عن الأزواج التسعة الخارجية وقد أمكن التعرف على الأنيبات ج1 ، ج2 وذلك لوجود اتصالات كثيفة(24) كما أوضح فى دراسته التحليلية للمنظومة المركزية الزوجية للحيوان المنوى لحيوان Squid.
وأهم ميزة فى الحيوان المنوى للجمل كانت الترتيب الملاصق والقريب لكل من النهايات العليا والسفلى للولب الميتوكوندريا للمكونات التركيبية الكثيفة، كأن أقصى ميتوكوندريا فى الوضع السفلى تقع فى تقارب لصيق لدائرة ذيل الحيوان المنوى، ولهذا فإن الميتوكوندريا العليا تكون مقاربة وملاصقة للصفيحة القاعدية. وهذه العلاقة ما بين اللولب المكون من الميتوكوندريا وأيضاً القطعة الرابطة لغشاء النواه والصفيحة القاعدية يمكن أن تكون مفيدة فى المساعدة على شرح دور عضيات الخلية هذه فى الأحداث السريعة لحركة سوط الحيوان المنوى للجمل(25).
ظاهرة أخرى فريدة جداً فى الجمل هى الغدة العنقية وهى عبارة عن جسمين بيضاويين فى منطقة خلف العنق فى ذكر الجمل وهى ضامرة فى الأنثى(26،27،28،29).
والشكل النسيجى للخلايا الطلائية لهذه الغدد ووجود الخلايا العضلية الطلائية (خلية السلة) بين الخلايا الطلائية الإفرازية والغشاء القاعدى لها يوضح شبها مع الغدد العرقية فى الجمل(29).
وتوضح الصلة الوثيقة ما بين جراب الشعرة وتفتح القنوات الإفرازية الصارفة للغدد العنقية الإفراز بالطريقة القمية(30،31).
ولقد لوحظ أن الخلايا البينية فى خصية الجمل (خلايا ليدج) تتضخم فى أثناء شهور الشتاء من ديسمبر وحتى مارس بينما تقل فى الحجم ولا ينتظم شكلها أثناء شهور الصيف من إبريل وحتى نوفمبر(32).
وفى نفس الوقت وبطريقة موازية لهذه التغيرات تكون الغدد العنقية أكثر نشاطاً فى شهور الشتاء وتبقى فى مرحلة كمون أثناء شهور الصيف.
وتوجد الغدد العنقية فى أنثى الجمل فى شكل ضامر ولها نفس تركيب الغدد العرقية المنتشرة فى باقى طبقة الجلد لأنثى الجمل(29،31).
ولقد أوضح بعض العلماء أن الغدد العنقية لها قدرة على إفراز هرمونات ستيرودية (دهنية) موجودة بصور كلية فى الميتوكنوندريا(33،34،35،36) وذلك على عكس القاعدة العامة من أن تصنيع الاستيرويدات ينتج من التعاون الوثيق ما بين الميتوكوندريا والشبكة الإندوبلازمية الملساء(37).
ولقد اقترح بعض العلماء بأن الغدد العنقية تكون معتمدة على تراكم الهرمونات الجنسية الأستيرودية عن أنها تقوم بتصنيعها.
ولقد أضافت دراسة أخرى عن وجودة كمية كبيرة من الشبكة الإندوبلازمية الملساء فى الخلايا الإفرازية وهى ملاحظة تؤكد التصنيع للهرمونات الجنسية(37).
وفى دراسات أخرى أوضحت بأن الذكر المخصى تبقى الغدد العنقية فيه خاملة باستمرار حتى أثناء فصل الزواج(31).
ومن هنا فإن نشاط هذه الغدة العنقية يكون تحت سيطرة هرمونات الخصية الجنسية. ولقد وجد أن هرمون ثنائى هيدروكسى التستستيرون موجود فى إفرازات الغدة العنقية(38). والتى من المحتمل أنها تدخل الجزء القاعدى للخلايا الإفرازية من الشعيرات الدموية المخرمة والتى تتحور جزئياً، وكذلك انحناءات غشاء الخلايا والميتوكوندريا والحويصلات. ومن هنا يستخلص أن الغدد العنقية لها قدرة على أخذ وتركيز الهرمونات وأكثر من هذا أن لهذه الغدد القدرة على الإفراز القمى وكذلك نوع آخر من الإفرازات وهو الإفراز المتكرر والمجرد(38،39).
لقد أكدت كل الملاحظات التجريبية بأن الجمل ليس مثل كل الحيوانات حيث أن الجنين يتطور وينمو فقط فى القرن، الأيسر للرحم وبناء على نوع توزيع خملات المشيمة (الكوريونيه) فى أنثى الجمل مثل الفرسة فإن المشيمة كانت من النوع المنتشر وتتكون من 6 طبقات من الخلايا تفصل ما بين دم الأم ودم الجنين.
والحبل السرى لجنين الجمل مشابه لمثيله للبقر والأغنام مع أنه لا يتعدى للجراب الأنينونينى ولكنه يحتوى على 2 شريان، 2 وريد، 1 قناة لإخراج مخلفات البولينا(40).
نتيجة لوجود عدد من الجريبيات البيضية والأجسام الليفية البيضاء فى مبيض أنثى الجمل وهذا مشابه لما فى مبيض أنثى الخنزير(40،41،43،44)، ولقد وجد أن الوسادة البيضية وجدت أكثر انخفاضاً عنها فى أنثى الأبقار والأغنام ولكن فى كثير أو قليل فإن مبيض أنثى الجمل فيه شبه من أنثى الكلب، القط، الخنزير(41،43،44).
رحم أثنى الجمل ثنائى القرن، وهذه القرون أطول من جسم الرحم على عكس رحم الأبقار، الماعز، الخنازير، الكلاب، القطط، الخيول فإن القرن الأيمن فى الجمل وراثياً أقصر عن القرن الأيسر، ففى أنثى الحصان فإن موقع قرنى الرحم الأيسر والأيمن مع جسم الرحم يعطيان شكل حرف T(41،42،44).
وميزة أخرى فريدة هى غياب الرباط الواصل ما بين قرنى الرحم  بالرغم من تواجده فى باقى الحيوانات المجترة الأخرى. وفى كل الأرحام الحوامل للإبل كان الجنين متواجداً فى القرن الأيسر للرحم ولم تشاهد توائم فى الإبل(42،44،45،46).
وعندما يحدث التبويض فى القرن الأيمن، يأخذ الحمل مكانه فى القرن الأيسر للرحم حيث أن 40% من هجرة الجنين ما بين القرنين تحدث من القرن الأيمن للقرن الأيسر(40،42،45).
فى الجمل لم يلاحظ ضمور الخملات المشيمية (الكوريونية) على العكس من ذلك فى أنثى كل من الخنزير، الأبقار، الأغنام اللائى يحدث ضمور فيهن عند أطراف قرنى الرحم بينما فى أنثى الحصان فإن الضمور يأخذ مكانه عند اتصال الكوريون (المشيمة) وعنق الرحم(40،47).
ولقد أوضحت بعض الدراسات أن مشيمة الجمل لا يوجد بها زوائد فنجانية من بطانة الرحم(40) وبالرغم من حدوث نزيف ما بين بطانة الرحم وجزء من المشيمة الجنينى أثناء الحمل فى أنثى الجمل، لا يوجد خلايا أكولة لتأكل هذه النزيف(40) بينما فى أنثى الكلاب والقطط وإلى حد ما فى الأغنام يوجد ما يزيل هذا النزيف(48). ومن هنا يتضح أن مشيمة أنثى الجمل مشابه لتلك فى أنثى الحصان. ميزة أخرى فريدة جداً، لقد وجد فى جنين الجمل غشاء ينمو مبكراً أثناء الحمل حيث يكون طول الجنين من تاج الرأس إلى عجزه 240 ملليمترا وجد عند اتصال الجلد بالأغشية المخاطية عند السرة، وحول الحوافر(49).
ولقد ظهر أن هذا الغشاء ينتج بواسطة الطبقة القاعدية فى للنسيج الطلائى وعند تكاثر الخلايا تتدفق إلى السطح وبهذا يكون طبقة من الخلايا المتعددة فوق بعضها البعض وتكون السطحية منها حرشفية. وتمثل هذه الخلايا الغشاء المستقبلى. ويبقى هذا الغشاء متصل بجسم الجنين حتى يرفع من الجسم بواسطة الشعر النامى ما عدا فى الأماكن السابق ذكرها وبتقدم عمر الجنين، يحدث تقرن للخلايا التى تكون الغشاء ويعرف الكرياتين فى الجلد بأنه واقى ومانع للمياه(49). وملمس هذا الغشاء يصبح زلقاً، عندما يبلل بالماء حيث أنه السائل الأمينوسى فى أنثى الجمل يبقى مائى خلال فترة الحمل(50) على عكس البقرة والفرسة حيث أن السائل الأمينوسى يصبح مخاطياً فى نهاية الحمل لتسهيل عملية الولادة ومن هنا يتضح أن هذا الغشاء ليصبح زلقاً فىالسائل الأمينوسى المائى ويلعب دوراً مهماً فى عملية الولادة فى أثنى الجمل(49،51).
والظاهرة الفريدة الأخرى أن لبن الجمل له فوائد طبية وعلاجية ويحتوى اللبن على 5ر4% دهن، 6ر3% بروتين وأنثى الجمل وحيد السنام تستطيع إنتاج 2000 لتر لبن فى العام(52).
أما بالنسبة للغدد الصماء فتوجد ظاهرة فريدة أخرى وهى أن الخلايا الجرابية للغدة الدرقية للجمل تفرز بطريقة الإفراز القمى (ومنها يفقد الجزء القمى (العلوى) من سطح الخلية أثناء الإفراز) وهذا مغاير تماماً للغدد الدرقية لباقى الثدييات حيث أن طريقة الإفراز فى باقى الثدييات تكون عادية الإفراز (مجردة الإفراز) أى بدون فقد أى جزء من الخلية على الإطلاق(53). أما باقى التراكيب فهى مشابهة لباقى الثدييات(56،57).
ويعتبر الجمل من الحيوانات المجترة التى تكيفت مع مناخ الصحراء حيث الحرارة الشديدة والجفاف الشديد. وبالتالى وظائف الأعضاء فى الجمل ستكون مختلفة جداً فى بعض النواحى عن بعض الحيوانات التى تعيش فى مناخ معتدل. فالجمل يمكن أن يفقد 25% من وزنه وأن درجة حرارة جسده تختلف على مدى واسع، وأن الجمل قادر على أن يركز البول بدون أن يعانى من أية أخطار(53،54،55).
ففى المناطق الحارة الجافة فإن المحافظة على التوازن الحيوى الداخلى يكون متعلق بالغدد الصماء وخاصة الدرقية يمكن أن تؤثر على عدة أعضاء فى الجسم(54) فهرمونات الغدة الدرقية (الثيروكسين) الثلاثى والرباعى يختلف باختلاف الفصول. فيكون نشاط الغدة الدرقية أعلى فى الصيف عنه فى الشتاء(55) ولم يلاحظ الخلايا الجار جرابية داخل جراب الخلايا الجرابية الطلائية أو فى النسيج الرابط بينهم(52).
الكبد
أما الكبد فى الإبل فهو فريد من مظهره الخارجى حتى تركيب الخلايا الداخلية. ففصوص الكبد فى الجمل واضحة نتيجة لوجود النسيج الرابط بين هذه الفصوص(58). ومن هنا فإن حدود وأطراف الكبد تكون أوضح ما يكون على الفص الأيسر والذى يتميز بشقوق غير منتظمة والتى تكون مستمرة كشبكة من التجاويف على سطح الكبد من ناحية الحجاب الحاجز وأيضاً من ناحية الأحشاء(59،60،61).
والخلايا الطلائية للجيبيات الدموية فى معظم الثدييات تفتقر إلى الرقيقة القاعدية الواضحة (التى تجلس عليها الخلايا الطلائية). بينما فى كبد الأغنام والماعز كانت هذه الجيبيات الدموية محاطة بطبقة متصلة تماماً.
أما فى الجمل فهو فريد فى أن الرقيقة القاعدية تظهر غير متصلة على عكس كل الثدييات(62،63،64،65).
وكما فى الحيوانات المجترة الحقيقية فإن الأحماض الدهنية الطيارة يتم إنتاجها فى المعدة الأمامية للجمل(66) ولكن الظاهرة الفريدة هنا فى الإبل أنها الحيوان الوحيد من بين كل المجترات الذى يحافظ على مستوى عالى من الجلوكوز فى الدم والذى هو مثالى للحيوانات بسيطة المعدة وليس للمجترات(67).
وبالمقارنة فإن نشاط تكسير إنزيم السترات وإنزيم ماليك وإنزيم تصنيع الحمض الدهنى هو الأعلى فى كبد الإبل عنها فى باقى الحيوانات المجترة ولهذا يعتبر كبد الإبل مهم جداً لتصنيع الدهون(67،68،69،70).
الظاهرة الأخرى الفريدة فى الجهاز الهضمى للإبل هى أن الإبل تختلف عن الحيوانات المجترة الأخرى (البقر)، فى أن معدة الإبل تتكون من 3 أجزاء وأن غدد منطقة الجراب الغدى للجزء الأول والثانى مغطاة بنسيج طلائى من طبقة واحدة(70، 71) بينما الجزء الثالث يتكون من غدد فؤادية منتشرة فى التوزيع، وغدد معدية وبوابية ضيقة(73).
ولقد ثبت أن الخلايا الغدية للجراب المعدى مشابهة لخلايا الغدة الفؤادية لمعدة الخنزير(74)، ثم أوضح علماء آخرون أن الجراب الغدى للإبل يفرز إنزيم الببسين الذى يهضم البروتين(75).
فالمواد الإفرازية من النسيج الطلائى والخلايا الغدية للغشاء المخاطى تؤدى إلى لزوجة السطح المخاطى لغشاء المعدة وبالتالى يلعب دوراً مهماً فى حماية النسيج الطلائى من الإصابة الميكانيكية نتيجة لتناول الغذاء الجاف والأشواك أو الإصابة من حمض الهيدروكلوريك المعدى وإنزيم الببسين.
ونقطة أخرى فالغشاء المخاطى المعدى والمعوى يفرز من النسيج الطلائى له مواد مخاطية متعادلة وحمضية على عكس البقر والخيول تفرز مخاط متعادل من النسيج الطلائى للغشاء المخاطى المعدى والمعوى(76).
ويرتبط تركيب المواد المخاطية المفرزة من الغدة البوابية فى الثدييات ارتباطاً وثيقاً بعادات الأكل لهذه الحيوانات، فيكون متعادل فى الحيوانات اللاحمة (آكلة اللحوم) وحمضى فى الحيوانات النباتية (آكلة النباتات) وهذا يؤكد اختلاف الجمل عن باقى الثدييات(77).
بينما وجد أن المواد الإفرازية من الخلايا المبطنة للجراب الغدى والغدد الفؤادية والنسيج الطلائى المبطن للأماكن المنخفضة لجدار المعدة أساساً حمضية(78) وذلك لأن الإبل تفضل النباتات الصحراوية والتى تنمو فى جو جاف وهذه النباتات إما شوكية أو لها سيقان صلبة وخشنة وتحتوى على كمية مرتفعة من المواد الغير عضوية وألياف أقل،(79) ومن هنا يتأكد أن الكمية الكبيرة للمخاط الحمضى المفرز من الجراب الغدى صفة مميزة للإبل والغدد الفؤادية تساعد فى هضم المحتويات الغير قابلة للهضم أو الصلبة أو الخشنة ويحمى الغشاء المخاطى المبطن للمعدة فى نفس الوقت.
ولقد أثبت علماء آخرون، أن الخلايا المخاطية والنسيج الطلائى للأماكن المنخفضة للغدد الفؤادية للإبل كانت سلسلة من الكربوهيدرات أخرى غير a-L-fucose(79،80،81).
وهذه الاختلافات التى تم ملاحظتها بين إفراد الإبل والبيئة الداخلية للإبل فى التفاعل لـ Lectin ulex europaeus (UEA)، كانت فريدة فى اتحادها مع a-L-fucose(78).
ومن هنا فإن معدة الإبل تتكون من تجويف واحد ومنه تحورت المنطقة الفؤادية وهذا التركيب كى تتكيف الإبل مع عادات الأكل التى تعتمد على النباتات الغير ليفية(78).
الجهاز الليمفاوى حافظة طحال الجمل تركيبها النسيجى فريد بين الثدييات، فلقد وجد أن حافظة طحال الجمل سميكة ومنقسمة إلى جزئين، فالجزء الخارجى ويشكل ثلث الحافظة ويتكون من النسيج الرابط بينما الجزء الداخلى يشكل ثلثى الحافظة ويتكون من طبقة من العضلات الملساء(83،84).
بينما باقى المجترات تتركب حافظة الطحال من طبقتين رقيقتان من العضلات الملساء، أما فى الحصان فإن حافظة الطحال تتكون من طبقة خارجية سميكة وأخرى داخلية رقيقة وكلاهما من العضلات الملساء، بينما فى الخنزير فإن حافظة الطحال تتكون أساساً من العضلات الملساء وفى الكلاب والقطط فإن العضلات الملساء تشكل ثلثى الحافظة الطحالية.
وطحال الإبل فريد أيضاً فى أن الحويجزات أو الجدر التى تنبع من الحافظة ومتجهة إلى لب الطحال، وقد وجد أن هذه الحويجزات منقسمة إلى جزء به أوعية دموية وآخر غير محتوى على أوعية دموية. فالحويجزات التى عليها أوعية دموية تحتوى على شرايين وأعصاب ولا توجد بها أوردة على الإطلاق(84).
فالحويجزات التى لا تحتوى على أوعية دموية تزيد فى العدد على تلك التى لا تحتوى على أوعية دموية وكانت مقسمة إلى حويخرات أولية وثانوية وكانت الحويجزات الأولية لها تركيب مشابه للطبقة الداخلية للحافظة، بينما الحويجزات الثانوية تتكون أساساً من عضلات ملساء وتمتد خلال اللب الأحمر كما فى الخنزير(85).
وهذه ظاهرة فريدة فى طحال الجمل ألا وهى غياب الأوردة الموجودة فى الحافظة وحول الحويجزات الطحالية وهذا فريد بين الثدييات تماماً وبدلاً من ذلك وجدت الجيبيات الدموية تحت الحافظة والجيبيات الدموية حول الحويجزات(83،84،85). ولقد وجد أن اللب الأحمر ينقسم إلى مجموعة من الخلايا مرصوصة على هيئة أحبال منعزلة عن بعضها البعض بجيبيات دموية غير منتظمة التوزيع. وهذا التوزيع الكبير للحويجزات الثانوية بين أحبال الخلايا الطحالية والجيبيات الدموية يسهل جريان الدم السريع خلال دورة الطحال الدموية(83،86).
ونوع الطحال فى الإبل يندرج تحت النوع الجيبى وذلك نظراً لوجود جيبيات دموية فى لب الطحال.
ولطحال الجمل وظيفة مهمة فى تخزين الدم حيث أن زيادة قطر الجيبيات الدموية فى طحال الإبل التى تم حقنها تجريبياً أعطى برهاناً آخر يثبت ذلك، وأن حجم هذا الدم يمكن أن يصل إلى 10 لترات (عندما تم حقن 10 لترات من المحلول الحافظ للأنسجة استوعبها طحال الجمل بالكامل).
ويعتبر نوع الطحال فى الإبل فريد عن كل المجترات الأخرى لأن الطحال فى باقى المجترات يتبع النوع الغير جيبى ومن المدهش أن طحال الجمل يخزن الدم مثل الأنواع الأخرى الجيبية مثل طحال كل من الخنزير، الحصان والكلب والإنسان والفأر والأرنب(87).
ومن هنا يتضح أن طحال الإبل بحافظته العضلية والحويجزات يمثل مخزن قابل للانقباض القوى والسريع والذى يضخ الدم إلى الدورة الدموية طبقاً لحاجة الجسم مثل المجهود البدنى العنيف أو عند حدوث نزيف.
ويكون دوران الدم فى طحال الإبل بالطريقين المتعارف عليهما :
دورة مفتوحة (عندما تفتح الشرينات فى اللب الأحمر).
أو دورة مغلقة (عندما تفتح الشرينات فى الجيوب مباشرة).
ولقد ظهر شكل اسطوانى للغمد الخلوى البلعمى المحيط بالشريان إسطوانى مثل الإنسان(84،88).
ولقد أظهرت القياسات المجهرية الغمد الخلوى البلعمى المحيط بالشريان لطحال الإبل قطراً وقدره 42 ± 8 ميكروميتر وهو أصغر من تلك فى الخنزير 60-90 ميكروميتر. فيما يكون فى نفس حدود القياسات لطحال الحصان 40-60 ميكروميتر وأكبر من تلك فى طحال كل من الكلب والقط (30-40 ميكروميتر) بينما نفس الحيوانات المجترة مثل طحال البقرة يكون أقل من 30 ميكروميتر وأيضاً فى الإنسان يتراوح ما بين 20 إلى 30 ميكروميتر(87،88). وعلى النقيض لا يوجد غمد خلوى بلعمى فى كل من الفأر والأرنب(89،90). ولقد كانت الشرايين المغطاة منفصلة بوضوح عن اللب الأحمر وامتدت الجيبيات الدموية مجاورة للشرايين المغطاة فى الكلب(91).
والميزة الفريدة فى الإبل أن الجيبيات الدموية تحيط تماماً بالشرايين المغطاة ولقد امتدت الشعيرات الشريانية إلى نهاية الغمد الخلوى البلعمى فى اللب الأحمر(84) وهذا مشابه لما فى طحال كل من البقر، الخيول، الخنازير، الكلاب والفئران وعلى عكس القطط(89).
وهذه الشعيرات الشريانية تفتح مباشرة فى الجيبيات الدموية أو فى حبال الخلايا الطحالية. ومن هنا فقد ثبت وجود كل من نوعى الدورة الدموية المغلقة والمفتوحة فى طحال الإبل(84) وهذا موجود فى طحال الإنسان(92) وكذلك فى طحال كل من الكلب والفأر(89).
العقد الليمفاوية : هى أعضاء منفصلة موجودة فى مسار الأوعية الليمفاوية، وهى تلعب دوراً مهماً فى المناعة ولها أهمية كبرى فى الكشف عن صحة اللحوم فى المجازر حيث أنها تعكس صحة الجزء الذى يعالج صرف السائل الليمفاوى الخارج من أنسجته(93).
ولقد أوضح بعض العلماء بأن الأنسجة القشرية واللبية للعقد الليمفاوية للجمل وحيد السنام كانت متداخلة بشكل ما مثل تركيب الطحال(95،95) ومن الميزات الفريدة أيضاً أن لب العقدة الليمفاوية للإبل ليس مقسماً إلى قشرة، ومجاور للقشرة ولب وبدلاً من ذلك تتكون من عقيدات ليمفاوية ونسيج ليمفاوى منتشر فى التوزيع(96).
وهذا مختلف تماماً عن العقد الليمفاوية فى كل الثدييات. فالعقد الليمفاوية تكون محاطة بحافظة وحويجزات من النسيج الرابط. وشبكة من الألياف الشبكية تسمح بجعل اللب ذو نفاذية وتدخل الأوعية الليمفاوية (أوعية ليفية داخلة) عند أطرافها بينما تخرج الأوعية الليمفاوية الصارفة للسائل الليمفاوى عند سرة العقدة الليمفاوية. وتترتب أنسجة العقدة الليمفاوية كالآتى، ففى القشرة الخارجية توجد العقيدات الليمفاوية بينما فى اللب الداخلى تتكون من حبال من الخلايا الليمفاوية يفصل بينها جيبيات ليمفاوية وتوجد منطقة مجاورة للقشرة مكونة من الخلايا الليمفاوية الصغيرة تمتد ما بين القشرة واللب. ومن الملاحظات المدهشة أن توزيع هذه الأنسجة القشرية واللبية يكون عكس توزيعه تماماً فى كل الثدييات(97).
ولقد أوضحت بعض الدراسات أن العقد الليمفاوية تكون محاطة بحافظة ومقسمة إلى جزئين طبقة خارجية سميكة من النسيج الرابط وقليل من العضلات الملساء وتوجد فى هذه الطبقة أوعية دموية وليمفاوية. بينما الطبقة الداخلية تتكون أساساً من العضلات الملساء وقليل من النسيج الرابط بينهم. بينما التركيب النسيجى للحويجزات يكون غنى جداً بالعضلات الملساء التى تمتد من الطبقة الداخلية للحافظة ثم تمتد إلى داخل اللب وبذلك تقسم العقدة الليمفاوية إلى فصيصات غير كاملة.
ولقد أظهرت بعض الدراسات وجود شبكة من الخلايا الموجبة لوجود الألياف الفصلية حول العقيدات الليمفاوية(97) وهذه الخلايا موجودة فى طحال الإنسان أيضاً(98).
الكلــى :
لقد ظهرت الطبقة الخارجية للحافظة الكلوية سميكة وتتكون أساساً من حزم من ألياف الكولاجين المتموجة موازية لبعضها البعض ولسطح الكلية بينما الطبقة الداخلية تكون رفيعة وتتكون من ألياف الكولاجين المرتبة بدون ازدحام وشبكة من الألياف الشبكية بالإضافة إلى بعض الألياف المطاطية(99) وهذا مطابق لما هو فى كلية البقر وعلى عكس تركيب الكلى فى كل من الأغنام والماعز والخيول(100،101)، ولقد ظهر أن حافظة الكلى للإبل لا تحتوى على عضلات ملساء(99) وعلى العكس فإن الكلى لكل من الأبقار والأغنام والماعز والكلاب(102) بها عضلات ملساء. بينما فى كلى القطط تشبه الإبل لا توجد بها عضلات ملساء فى حافظة الكلى وهذا يفسر أن كلى الإبل محتاجة إلى دعم أكبر مع حركة أقل (حركة مقيدة) وهذا يحصل عليه خلال الكمية ألياف الكولاجينية الكبيرة فى محتويات الأرضية الداعمة للخلايا(101).
ولقد وجد أن النسيج البينى للقشرة الكلوية يحتوى على شبكة كثيفة من الألياف الشبكية بالإضافة إلى ألياف كولاجينية دقيقة بينما فى لب الكلى البينى فإن ألياف الكولاجين تكون أكثر تواجداً بينما شبكة الألياف الشبكية تكون أكثر كثافة(99).
ولقد وجد فى كلية الإبل مجموعة من الخلايا بين الأنيبيات فى القشرة الكلوية والنسيج البينى للب الكلى(99،101).
ولقد وجدت وظائف كثيرة لهذه الخلايا منها على سبيل المثال أنها تفرز المادة المالئة للنسيج البينى، تفرز مواد تمنع انقباض الأوعية، يمكن أن يكون لها وظيفة انقباضية أو وظيفة بلعمية.
ومن هنا يمكن أن تلعب دوراً مهماً فى تركيز البول مما يساعد الإبل فى تقليل فقد المياه وخاصة أثناء نقص المياه فى الصحراء ولقد كان شكل الكريات الكلوية فى الإبل كروية وليست موزعة توزيعاً متساوياً فى قشرة الكلى(98) وهذا مشابه لتركيب الكلى فى كل من الكلاب والقطط وعكس تركيب الكلى فى كل من الخنازير،  الخيول، الأبقار، الأغنام والماعز(101). بينما التجويف (فراغ باومان) واسع وخاصة عند القضيب البولى فى الإبل(99) وهذا مشابه لما هو فى الكلى لكل من الأبقار والأغنام والماعز(101،102) وعلى النقيض فإنه فى كلى الإنسان يكون ضيق(103).
ولقد وجدت ميزة فريدة أخرى حيث أن سمك الرقيقة القاعدية التى تجلس عليها خلايا الأنيبيات الكلوية للإبل، كان أكبر من كل الثدييات التى تم دراستها حتى الآن، تحت الطبقة الطلائية السطحية، لحافظة باومان، عروة هفل، والأنيبيات الملتفة السفلية. وكانت هذه الرقيقة القاعدية السمكية، تملك عشيرة كبيرة من الأجسام الحويصلية والتى لها أشكال وأحجام مختلفة(104،105،106،107).
وأيضاً فى الضب الصحراوى من بين كل الثدييات جميعاً، ولقد لوحظ أن سمك الرقيقة القاعدية للنسيج الطلائى حوالى 5ر5 ميكروميتر بينما فى الضب الصحراوى كان 4 ميكروميتر. بينما هذه الرقيقة تكون رفيعة جداً فى الأرنب 278ر0 ميكروميتر، 684ر0 ميكروميتر فى الفأر، 628ر0 ميكروميتر فى قرد ريسايس، بينما فى الإنسان 166ر2 ميكروميتر(108،109) ولقد لوحظ أيضاً أن الرقيقة القاعدية للأنيبيات الكلوية للإبل مع المماثلة لها فى الضب الصحراوى، ففى الأنيبيات الكلوية العلوية كانت 57ر1 ميكروميتر، وهى أرفع منها فى الضب 64ر6 ميكرميتر وعلى العكس من ذلك فإن سمك عروة هفل هناك فى الإبل كان 8ر3 ميكروميتر وهو أكثر سمكاً من الضب 58ر1 ميكروميتر وكان سمك الرقيقة القاعدية للأنيبيات السفلية فى الإبل كان 28ر1 ميكروميتر وهو أرفع منها فى الضب 57ر1 ميكروميتر(105،106).
ولقد لوحظ أن سمك الرقيقة القاعدية تزيد مع تقدم العمر فى الإنسان(110).
لكن الملاحظة الفريدة هنا فى هذه الرقائق القاعدية (التى تحمل فوقها) لغشاء الخلايا كانت أكثر سمكاً عن الأجزاء المماثلة لها فى الثدييات الأخرى ما عدا الضب الصحراوى الذى يعيش فى نفس الظروف الصحراوية الغير مواتية مثل الإبل.
وسمك هذه الرقيقة القاعدية يمكن أن يحدث فى أحوال مرضية مثل كمصيدة للبروتين مثل جدار الوعاء الدموى ونتيجة لاتحاد البروتينات وأيضاً فى مرض البول السكرى حيث أن ازدياد سمك الرقيقة القاعدية فى الكلى يمكن أن يؤدى إلى فشل كلوى.
وبالرغم من غموض وظيفة زيادة السمك هذه الفريدة بين الثدييات إلا فى الإبل والضب الصحراوى ولقد حاول بعض العلماء تفسير ذلك بأنها تحمى فيزيائياً وبيولوجياً الخلايا الرقيقة للطبقة السطحية عروة هفل الرفيعة من التأثيرات الجانبية للأيونات أثناء غياب المياه، ثم إعادة الإرواء المفاجئ وأيضاً فى مقاومة الحفاظ على تجاويف داخل النسيج البينى فى لب الكلى، فى هذا الوسط المرتفع فى الضغط الأسوزى.
وبالإضافة إلى الدعم الغير فيزيائى نتيجة لزيادة سمك الطبقة الرقيقة القاعدية لتلك الخلايا الرقيقة فإن هذا السمك يعطى مساحة بيولوجية للوصول إلى درجة من توازن الإليكتروليتات (الأملاح الذائبة الموصولة للكهرباء) وفى مقاومة الضغط الأسموزى المرتفع(106).
وعشيرة الأجسام الحويصلية فى كل من الإبل والضب الصحراوى عادة مختلفة فى الشكل والحجم وهذه ظاهرة فريدة فى الغشاء القاعدى للغضروف المطاط والمتعظم(110،111،112،113،114)، ولقد أوضح مجموعة أخرى من العلماء أن هذه الأجسام الحويصلية تلعب دوراً مهماً فى ترسيب الأملاح وبالتالى التكلس خاصة فى الأنسجة الجينية وليس فى الأجزءا المقابلة لها فى الحيوان البالغ(113،114،115،116،117،118،119).
وعلى العكس ميزة أخرى فريدة من ذلك أن الغشاء القاعدى للترشيح فى كلى الإبل كان الأرفع فى السمك 806ر0 ميكروميتر(105) عنه فى الإنسان 474 ميكروميتر(120).
الجهاز التنفسى:
رئة الإبل : لقد أوضحت بعض الدراسات أن الصفات الشكلية مثل الانقسام إلى فصوص لم يعط نفس الصورة الحقيقية للتقسيم الداخلى(121) وعلى العكس من ذلك فإن مختلف الحيوانات وجد أن تقسيم الرئة إلى فصوص معتمداً فى ذلك على درجة تفرع الشجرة الشعبية وأيضاً إلى كمية النسيج الرابط البينى(122).
تغطى القصبة الهوائية شعبة هوائية قصيرة إلى الفص الطرفى للرئة اليمنى ثم تنقسم إلى اثنين من الشعب الهوائية الرئيسية لكل رئة(121،123) بينما على العكس تماماً فى رئة كل من الأغنام والماعز(124) والخنزير(125) والإنسان(129).
ولقد لوحظ أن النسيج الطلائى للشعب الأولية والثانوية تحتوى على أماكن منخفضة سطحية وحولها خلايا عمودية بها أهداب فى الشعب الثلاثية، تعتبر هذه المنخفضات (الحفر) تزيد فى العدد وهذه الخلايا غير هدبية وتعتبر هذه المنخفضات تعتبر كغدد غير نشيطة والتى ستصبح نشطة عن الحاجة إليها وخاصة فى الإبل التى تعيش فى المناخ الحار والجاف(123). ومن الملاحظات الأخرى وجود شبكة كثيفة من الشعيرات الدموية فى رقيقة النسيج الرابط الحقيقية تحت النسيج الطلائى للشجرة الشعبية خاصة فى الشعب الأولية والثانوية وهى بالتالى تساعد فى التحكم فى درجة حرارة الجسد(121،127).
وبالنظر إلى الغدد الشعبية للإبل فلقد لوحظ أنها تقع داخل رقيقة النسيج الرابط الحقيقية لبعض الشعب الأولية والثانوية ويمكن أن تمتد عميقاً داخل الطبقة تحت المخاطية(123).
وعلى النقيض، فإن هذه الغدد الشعبية تكون موجودة كلية فى الطبقة التحت مخاطية فى رئة كل من الأبقار(128) والخنازير وخنزير غينيا والكلاب والقرود والأغنام(129) وفى الإنسان(129) ولقد ظهر أن الجزء الإفرازى للغدد يكون أساساً فى الطبقة العضلية وتكون هذه الغدد شحيحة فى الإبل وموجودة أساساً فى رقيقة النسيج الرابط الحقيقية للشعب الهوائية(123) بينما تكون كثيرة فى رئة كل من الإنسان والخنزير وغائبة من رئة الحصان(129).
بينما تتواجد فى بقع مستديرة داخلياً إلى العضلات الشعبية فى رئة كل من الفئران والكلاب وقرود ريسياس والإنسان.
وعلى النقيض فإنها فى رئة القطط تكون مرئية كشريط مستمر ومتسع فى المناطق البينية ما بين غضروف الشعب الهوائية(122).
ووجود كمية صغيرة من الغدد القصيرة فى الإبل وذلك للحاجة الماسة لتجنب فقد المياه خلال الإفراز والبخر(128) بينما فى باقى الحيوانات تحتوى الرئة على غدد فى الطبقة المخاطية لكل من المجترات (الأبقار، الأغنام)، الخيول، اللواحم (أكلة اللحوم) والخنزير.
وفى الإبل فإن الطبقة تحت المخاطية توجد فى كل من الشعب الأولية والثانوية(128،131).
ويترتب الدعم الغضروفى للشعب الهوائية الأولية والثانوية على هيئة صفائح معزولة من الغضروف الزجاجى والتى تمتطى بعضها بعضاً. بينما الشعب الثلاثية لها صفائح غضروفية صغيرة مثل الشريط أو غير منتظمة وعددها أقل من الشعب الكبيرة(126،128)والميزة الفريدة هنا فى الإبل ألا وهى عدم وجود ألياف مطاطية فى شجرة الشعب الهوائية(128) كما هو موجود فى رئة كل من القطط والإنسان(131) الأبقار، الجاموس، الأغنام(132). وأيضاً البروزات الغضروفية المشابهة لتلك فى القطط لم تكن موجودة فى الإبل(128،133).
ولقد ثبت أن كثرة عدد الأهداب الطويلة فى الشعب الهوائية للإبل للتغلب على الهواء المحمل بالأتربة حيث تعيش الإبل فى الصحارى(123). بينما فى الأرنب فإن تعرضه للهواء الملوث يؤدى إلى نقص الغدد وحجم الأهداب(134).
ولقد لوحظت خميلات على خلايا القصبة الهوائية للإبل وتعتبر هذه الخميلات كبقايا للخميلات التى تغطى الخلايا أثناء التطور الجينى للأهداب. وهذه الخميلات تشارك فى التقاط الجزئيات الشاردة وتثبتها وتصطاد الأجسام الغريبة ثم تلفظها بحركة الأهداب(135). وميزة أخرى فريدة هى عدم اتصال الغشاء القاعدى للخلايا الطلائية للشعب والشعيبات الهوائية فى الإبل وهى غير موجودة فى غيرها من الحيوانات. وهذه الفتحات كانت مدعومة بألياف الكولاجين والألياف المطاطية.
وتدخل الخلايا المهاجرة مثل كرات الدم البيضاء خلال هذه الفتحات الفريدة فى الأغشية القاعدية لجدر الخلايا المبطنة للشعب الهوائية(123).
ففى رئة الإبل فإن الشعيبات النهائية تتغطى بخلايا طلائية عمودية أو مكعبة(123) بينما فى باقى الحيوانات المستأنسة والإنسان تغطيها خلايا طلائية مكعبة فقط لاغير(126،131). ولقد لوحظ أيضاً أن الشعيبات الهوائية للإبل تحتوى على خلايا كلارا ذات قمم مرتفعة وكبيرة(128). ولقد لوحظ أن الخلايا المبطنة للشعيبات الهوائية كانت خلايا من طبقة واحدة ذو تعدد كاذب إلى خلايا عمودية ذات أهداب مع قليل من الخلايا المفرزة للمخاط(126،128)، بينما فى باقى الحيوانات المستأنسة فإن الشعيبات الهوائية تكون مغطاة بخلايا عمودية هدبية ذات تعدد كاذب(131)، بينما فى الإنسان تكون عمودية منخفضة وذات أهداب(126).
وخلايا كلارا فى الإبل بها ميزة فريدة ألا وهى الإفراز القمى للمواد الدهنية التى تقلل من التوتر السطحى (تمنع انغلاق الحويصلات الهوائية) بالإضافة إلى الإفراز العادى والمتكرر للبروتينات(123).
والميزة الفريدة الأخرى وهى أن الشعيبات الهوائية فى الإبل تغطى بطبقة مكعبة من الخلايا الطلائية(126،128) بينما فى باقى الحيوانات المستأنسة كانت مغطاة بطبقة حرشفية(131).
وظاهرة فريدة أخرى وهى تواجد صمامات عقدية مكونة من عضلات ملساء ومرتبة فى اتجاهات مختلفة عند مداخل الأكياس الهوائية برئة الإبل مع ألياف مطاطية وقليل من الألياف الشبكية وقليل من الشعيرات الدموية فى الصمامات الكبيرة وهى تتحكم فى كمية الهواء الداخل للحويصلات الهوائية(126،128).
وظاهرة أخرى فريدة أن الرقيقة القاعدية لخلايا الحويصلات الهوائية من النوع الأول، تكون سميكة بالمقارنة بكل الحيوانات الأخرى وذلك لتقليل فقد المياه خلال البخر وذلك أثناء التنفس فى جو حار وجاف(128).
ومن الميزات الفريدة أيضاً للإبل أن كريات الدم الحمراء بيضاوية الشكل بينما كل الثدييات كروية. وكذلك أن من بين العائلة الجملية فإن حيوان فيكونا فإن كرياته الدموية الحمراء كان لها أعلى قابلية لحمل الأوكسجين مقارنة بكل الأنواع الأخرى، حيث أن الكريات الدموية الحمراء الصغيرة (21-30 ميكروميتر) لكل العائلة الجملية وكذلك كثافة الشعيرات الدموية فى القلب فى حيوان اللاما(136).
القلب:
قلب الإبل أيضاً فريد فى احتوائه على تلازم بين الأنيبيات التائية والميتوكوندريا بين السطح الداخلى للخلايا القلبية والثنايا التائية والميتوكوندريا(137).
وهذان النوعان من التلازم يساعدا فى نقل الكالسيوم من خارج الخلايا إلى داخل الخلايا عن طريق فتحات الأنيبيات التائية إلى الميتوكوندريا وإلى اللويفات العضلية وذلك لبداية عملية الانقباض ولوحظ أيضاً أن عدد نوايا الخلايا العضلية لقلب الإبل الطبيعية يمكن أن يصل إلى 10 نوايا. ويفسر ذلك بأنه احتياطى من الشفرة الوراثية للحفاظ على الإنزيمات والبروتينات اللويفية حيث أن الجمل يعيش فى بيئة جافة وقاسية حيث أن الخلايا العضلية القلبية الناضجة لا تنقسم(137). ومن هنا فإن الإجهاد الناتج عن نقص المياه الشديد سوف يؤثر على الخلايا العضلية القلبية.
وهناك ميزة أخرى فريدة للخلايا العضلية لقلب الجمل مختلفة عن باقى الثدييات فى أن اللويفات العضلية تكون كتلة لويفية واحدة (مساوية لويفية واحدة) والتى تشغل معظم الخلية(138). وهندسة هذه اللويفات العضلية فى الخلايا العضلية القلبية للإبل كانت متوسطة بين الخلايا العضلية الهيكلية السريعة والتى تحتوى على لويفات عضلية متناسقة الأقطار، وبين الخلايا العضلية الهيكلية البطيئة والشحيحة فى اللويفات العضلية وهذا مهم فى سرعة الانقباض(137،139).
وفى كل قلب الإبل لوحظ أيضاً أن المناطق المتماثلة للويفات الغير منقبضة كانت أكثر ضيقاً فى المساحة من المناطق الغير متماثلة، وهذا مختلف تماماً عن قلوب كل الثدييات وأيضاً تركيب الأقراص Z ، M  .
وحيث وجد أن على جانبى القرص Z خطان جانبيان L ولا يوجد  هذا فى حيوان آخر وهذا مطلوب للحفاظ على التركيب الدقيق للخلية العضلية القلبية للإبل تحت الظروف القاسية مثل عدم التوازن الداخلى للمياه والإليكتروليتات.
ولقد لوحظ أن منطقة خط M يبدو أنها متصلة بمنطقة خط Z داخل الخلية وهذا يلعب دوراً مهماً فى توصيل النبضات الكهروكيميائية أو التوزيع الموجه للكالسيوم داخل الخلية العضلية القلبية(137،142).
ومناطق الاتصال بين الخلايا العضلية مختلفة عن باقى الحيوانات فى أن الأغشية الخلوية المتقابلة فى مناطق القرص البينى تكون متصلة ببعضها البعض عن طريق التصاق الأغشية الخلوية عند بقع التقاء دائرية الشكل(137،140،141).
ولقد لوحظ أن وجود علاقة وطيدة بين الاتصالات بين الخلايا القلبية ولقد لوحظ أن بعض هذه العناصر تكون الهيكل الداخلى للخلايا وهى تتحكم فى وضع مناطق الاتصال المباشر بين الخلايا العضلية لقلب الإبل(141).
عين الإبل : عين الإبل لها قرنية سمكية تتراوح ما بين 940-1045 ميكروميتر. وكذلك غشاء ديسمتس يكون سميك وهو يعتبر حاجز مقاوم لانتقال العدوى الجرثومية داخل العين وذلك بعد حدوث العدوى فى القرنية أو الملتحمة(143،144).
يوجد عديد من الخلايا الصبغية الميلانية موجودة عند أطراف القرنية. ولقد ظهرت ميزة أخرى فريدة وهى ارتفاعات دائرية محاطة بمنخفضات وفتحات دائرية على سطح القرنية وهذه القنوات المتعرجة تمتد بين الخلايا الطلائية لكى تصل إلى السطح الطلائى لسدى القرنية. وهذه القنوات كانت أكثر حدوثاً عند أطراف القرنية وكانت الطبقة السطحية لسدى القرنية بها أوعية دموية، وهذه تزيد فى اتجاه حاشية العين، ولقد كان سمك غشاء ديسمتس سميك (حوالى 400 ميكروميتر) وينقسم إلى طبقتين الأمامية سميكة وتتكون من لويفات كولاجينية تترتب فى أشكال سداسية وأخرى خلفية رقيقة تتكون من مواد الرقيقة الغشائية الدقيقة(145). بينما البروزات الهدبية فى عيون الإبل تكون مختلفة عنها فى كل من الأغنام، والخنازير والأبقار وذلك أنها تمتد داخل القزحية(143).
وقزحية عين الإبل تكون مغطاة بطبقة متصلة من الخلايا الأمامية الملونة وكذلك الألياف الداعمة لعدسة العين فى الإبل تنشأ من النصف الخلفى للبروزات الهدبية وهذه تختلف عن الحيوانات الأخرى والتى فيها تنشأ من الثلثين الخلفية لهذه البروزات الهدبية وقرص العصب البصرى دائرى فى الإبل مثل الإنسان بينما يختلف عن الحيوانات الأخرى والتى تكون فيها بيضاوية الشكل ووضعها أفقى(143).

Wednesday, May 30, 2012

قصة سندريلا

السلام عليكم
للي زهق من قصة سندريلا..اليكم قصتها الجديدة....

كان يا ما كان …في قديم الزمان…و سالف العصر و الأوان…كان فيه بنت بشعة شوي،لونها أسود كالليل،وشعرها فلافل...

(عكاريش يعني) بلإضافه إلى أنه خشن الملمس إذا لمسه أحد تنجرح يده يعني …وكان لسندريلا زوجة أب جميلة وحبوبة،

وعندها بنتين جميلتين، صرقوعة و صنقوحة( والنعم عاشت الأسامي) ، وكانت سندريلا دائماً تضرب زوجة أبيها، وتدوس فوق

صرقوعة و صنقوحة(شديدة) ، وكانت ملابسهما رثة وبالية بعكس سندريلا ذات الملابس الجميلة، الفخمة……وفي يوم من

الأيام وصلت إلى بيت سندريلا دعوة من الأمير سلوم البلاليط(حلو اسمه) لحضور حفلة يقيمها الأمير لاختيار عروسة يتزوجها

…وهنا صرخت سندريلا في وجه زوجة أبيها قائلة: (يلله جهزي أحلى الثياب علشان أروح بها حفل الأمير) قالت لها زوجة

أبيها: (وأنا مع صرقوعة و صنقوحة نبي نروح معك) فقالت سندريلا: (لا طبعاً…كافي أسمائكم من زينها يعني؟تبون تفشلونا؟)

وأمسكت بلملاّس وضربتهم به وقالت: (أنتوا أقعدوا اطبخوا و خمّوا وغسلوا)…ولبست سندريلا أجمل النفانيف ولبست حذائها

الزنوبة الماسي ؛وذهبت لحفل الأمير……وجلست صنقوحة و صرقوعة في المطبخ تبكيان،وفجأة!!!!!!!!!!!!:ظهرت لهما

الجنية وقالت لهم: (وش فيكم تصيحون؟؟؟؟؟؟) فقالوا لها نبي نروح حفل الأمير مع سندريلا بس ماعندنا ثياب حلوة نلبسها

فقالت لهما الجنية: (استحوا على وجيهكم؛ إلّي تروح أحش رجلها حش ( …

….وكان عند الباب آن ذاك عربة ذهبية يجرها حصانان أبيضان كانا في انتظار صرقوعه وصنقوحه ، فحولتهما الساحره إلى

فأران أسودان ، وحولت العربه إلى بطيخه خايسه .. وفي قصر الأمير … التقى سلوم البلاليط بسندريلا (لاه وأعجب بها بعد)

لأنه كان جيكراً(أقرع يعني) مثلها تماماً)وأخذا يتبادلان الأحاديث و يرقصان و فجأة!!!!!!!!


دقت الساعة على الثانية عشرة تماماً في منتصف الليل ، وهنا تذكرت سندريلا أن هذا هو موعد الحلقة الأخيرة من مسلسل

(جــرح الزمن) فتركت القصر مسرعة و أخذت تركض قبل أن تفوتها الحلقة ، فلحق بها الأمير؛ لكنها و لثقل وزنها سدحت

الأمير على بطنه ، وداست فوقه فانغرز نعالها الزنوبة في ظهره … ثم أن الأمير حزن حزناً شديداً عليها لأنها الوحيدة التي

وافقت على الزواج منه……واعلن أن صاحبة الزنوبة هي التي ستكون عروسه ……….وفي اليوم التالي:أخذ الأمير يطرق

الأبواب ويسأل: (عندكم بنت تلبس نعال زنوبة ؟؟؟) وكانوا يردون عليه: (حتى لو عندنا ما نبي نعطيك بنتنا ، روح دور على

وحدة تناسبك) و تلقى الأمير المسكين العديد من التفلات ……..حتى وصــــــل إلى بيت سندريلا و سأل : (عندكم بنت تلبس

هلنعال ) فقالت زوجة الأب: (كلنا في هلبيت نلبس هلنعال ) فقال سلوم : (أنا أريد صاحبة هلنعال و أشار إلى النعال المنغرز

في ظهره) فأرادت زوجة الأب أن تجربة فسدحت الأمير على بطنه وجربته ، وكذلك فعلت صرقوعه وصنقوحه … ولكن النعال

كان كبيراً جداً عليهم … فأراد الأمير أن يخرج من البيت … بعد أن تكسر ظهره ..فصاح الديك : ( كو كو

كووووووووووووووووووو كو ) سندريلا في الحمام .. وهنا خرجت سندريلا من الحمام … وسألها الأمير أن تجرب النعال ..

فخلعت سندريلا شحاطتها .. وسدحت الأمير على بطنه وجربت النعال .. فانغرز زياده في ظهره … فصرخ الأمير ((

عآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه)) .. وجدتها .. وجدتها ..


وتزوج الأمير سلوم البلاليط من سندريلا ورحلا إلى مكان بعيد … وافتكت الناس من وجيههم .. وعاش الناس في سعادة وهناء